"الدولية للهجرة" تعرب عن قلقها إزاء وفاة مهاجرين في زامبيا
"الدولية للهجرة" تعرب عن قلقها إزاء وفاة مهاجرين في زامبيا
أعربت المنظمة الدولية للهجرة عن صدمتها وقلقها البالغ بعد اكتشاف جثث 27 مهاجراً إثيوبياً، في تشونغوي نغويريري، بزامبيا، وبهذا لقي أكثر من 900 إثيوبي مصرعهم على طرق الهجرة منذ عام 2014.
وفي بيان نشره الموقع الرسمي للمنظمة، تقدمت "الدولية للهجرة" بتعازيها الحارة لأسر المتوفين، داعية السلطات إلى ضمان الشفاء الكريم وتحديد ونقل رفات المهاجرين المتوفين وإخطار الأسر ومساعدتها بشكل مناسب.
تأتي هذه المأساة بعد أقل من شهرين من اكتشاف جثث 30 مهاجرا إثيوبيا في مقبرة جماعية في دولة ملاوي المجاورة، وبعد عامين من العثور على 64 رجلا إثيوبيا لقوا حتفهم خنقا نتيجة وضعهم في حاوية شحن محكمة الإغلاق في موزمبيق.
ووفقا لـ"مشروع المهاجرين المفقودين" التابع للمنظمة الدولية للهجرة، لقي أكثر من 900 إثيوبي مصرعهم على طرق الهجرة منذ عام 2014، بما في ذلك الحادث الأخير.
وتعد إفريقيا ثاني أكثر المناطق فتكا بالأشخاص المتنقلين، حيث تم توثيق أكثر من 9 آلاف حالة وفاة أثناء الهجرة في القارة منذ عام 2014، فيما تشير الدراسات الاستقصائية الإقليمية للأسر إلى أن هذه الأرقام تكاد تكون أقل من العدد بشكل كبير.
وتعد زامبيا بلداً من بين عدة بلدان عبور بالنسبة لآلاف المهاجرين من القرن الإفريقي الذين يسافرون على طول الطريق الجنوبي نحو جنوب إفريقيا بشكل رئيسي بحثا عن فرص كسب العيش، حيث يتم تسهيل الهجرة غير النظامية على طول الطريق من خلال شبكة معقدة من المهربين والمُتجِرين، وهي محفوفة بمخاطر شديدة على الحياة.
وغالبا ما يتعرض المهاجرون للاحتجاز التعسفي والعنف والاستغلال وسوء المعاملة، وكما توضح هذه الحالة الأخيرة، الموت.
ووفقا لبيان "الدولية للهجرة"، غالبا ما يتم تسهيل الهجرة غير النظامية على طول الطريق الجنوبي من خلال شبكة معقدة من المهربين والمُتجِرين الذين ينخرطون في عمليات تهريب أو اتجار خطيرة، وهي محاولات عدوانية لتجنب اكتشافهم من قبل السلطات، ما يعرض حياة المهاجرين للخطر.
وقالت المنظمة إن هذه المأساة الأخيرة التي وقعت في ضواحي عاصمة زامبيا، لوساكا، "تسلط الضوء على الحاجة الملحة لمواجهة تحديات الهجرة غير النظامية بما في ذلك من خلال الاستجابة عبر الوطنية لتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر على طول (الطريق الجنوبي)، الذي يمتد من القرن الإفريقي إلى الجنوب الإفريقي، والسعي من قبل بلدان المنطقة لإيجاد حلول مستدامة للمهاجرين، بما يتماشى مع أهداف الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية".
وقدمت المنظمة الدولية للهجرة تعازيها لأسر المتوفين، وتحديد ونقل رفات المهاجرين المتوفين وإخطار الأسر ومساعدتها بشكل مناسب.
كما دعت "الحكومات على طول طريق (الهجرة) إلى تعزيز التعاون الإقليمي لكفالة سلامة المهاجرين وحمايتهم، بغض النظر عن وضعهم وفي جميع مراحل رحلاتهم".
وشددت على أن "منع وفيات المهاجرين يبدأ بإيجاد وتعزيز إمكانيات الهجرة الآمنة والنظامية بطريقة تحافظ على الحق في الحياة الأسرية وتستجيب لاحتياجات المهاجرين في حالة الضعف، وكذلك ممارسات القبول والإقامة على أساس الرحمة أو الإنسانية أو اعتبارات أخرى للمهاجرين الذين أجبروا على مغادرة بلدانهم الأصلية".
وكانت قوات الشرطة في زامبيا، قد أعلنت الأحد، العثور على جثث 27 مهاجرا ترجح أنهم إثيوبيون "قضوا جوعا وإنهاكا" في حي بشمال العاصمة لوساكا.
وفي بيان لها، أوضحت الشرطة الزامبية، أن الضحايا "جميعهم رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و38 عامًا"، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وأضافت: "نعتقد أنهم مواطنون إثيوبيون"، في حين جرى نقل الجثث إلى المشرحة للتعرف عليها وتشريحها، وتم فتح تحقيق، وأردفت الشرطة: "يرجح أن يكون الأشخاص السبعة والعشرون ماتوا جوعا وإنهاكًا".
وأبلغ سكان محليون الشرطة عند قرابة الرابعة صباحا (بتوقيت غرينتش) باكتشافهم الجثث، ولدى وصول عناصر الشرطة إلى المكان، عثر على شخص واحد حيّا و"يلهث"، حيث نقل إلى المستشفى على عجل.